التخطيط العمرانى

التغيرات فى غطاء الأرض العمرانى

سؤال: ما هى أكثر التغيرات عادة فى منطقة عمرانية؟

الاجابة:

هنا بعض أمثلة عن التغيرات الزمنية فى غطاء الأرض العمرانى.

 
الأمتداد العمرانى فى مدينة مكسيكوسيتى بين عامى 1973 و2000
المصدر: Federation of American Scientists

لقد أصبح من المتوقع أن تتسع مدينة مكسيكوسيتى لتضم أكثر من 20 مليون نسمة مع منتصف القرن الحادى والعشرين (وقتها ستكون طوكيو قد وصلت إلى أكثر من 30 مليون وهى بذلك تكون المنطقة العمرانية الأكثر إزدحاماً على وجه الأرض). وتظهر هنا مدينة مكسيكو سيتى فى مرئيتين للأقمار الصناعية. الصورة اليسرى (أو العليا) سجلت فى عام 1973 (كان تعداد السكان وقتها 9 مليون) والصورة اليمنى سجلت فى 2000 (أكثر من 14 مليون).

 
 
العشوائيات العمرانية فى مدينة لاس فيجاس بين عامى 1972 و2006
المصدر: NASA

فى عام 1973 كان عدد المقيمين فى لاس فيجاس حوالى 358.000 نسمة وبحلول عام 1992 نمت المدينة إلى اكثر من 937.000 نسمة. ويظهر نمو المدينة عند مقارنة جزء من صورة القمر الصناعى لاندسات مسجلة فى عام 1973 مع أخرى مسجلة فى عام 1992. ومع نهاية عام 2000 أصبحت لاس فيجاس مدينة كبرى يقطنها 1.563.000 نسمة، كما تظهر فى الجزء الأسفل من يسار صورة الماسح النوعى للقمر الصناعى لاندسات. وقد إستمر النمو حتى عام 2006 حيث وصل تعداد السكان إلى قمته 2.013.000 نسمة. وقد انتشرت المدينة فى اتجاه الجنوب والشرق، ولكن مشاكل توفير المياه أبطأت معدل النمو حالياً.

أى دور للإستشعار عن بعد فى مراقبة التغيرات فى منطقة عمرانية؟

إن ظهور مرئيات الأقمار الصناعية قد أوجد مصادر جديدة للمعلومات للمهتمين بالإدارة العمرانية. فباستخدام أجهزة استشعار مثل نظام سبوت (SPOT) متحد الألوان (قدرة تفريق 10 متر) والقمر الصناعى الهندى IRS (قدرة تفريق 5.8 متر)، أصبح من الممكن عمل خرائط بمقاييس رسم 50.000:1 – 25.000:1. كما أن القمر الصناعى أيكونوس IKONOS يوفر مرئيات بقدرة تفريق متر واحد مما يجعل إعداد خرائط بمقياس رسم 10.000:1 مجرياً. وباستخدام مثل هذه الوسائل فانه سيكون من الممكن مراقبة التغيرات فى الاستخدام العمرانى للأرض على مستوى العالم مع زيادة الدقة خلال الفترة القادمة بين 10 – 20 سنة.

تستطيع وسائل الاستشعار عن بعد أن توفر مناظر شامله بتفاصيل عالية وتكرار زمنى كبير. ورغم التطورات تبقى الصور الجوية التقليدية المصدر الأول لمعلومات الاستشعار عن بعد فى المستقبل المنظور على مستوى قطع الأرض (أى بمقياس رسم يتراوح بين 2500:1 إلى 500:1) الذى يمثل وحدة البناء الأساسية لقواعد البيانات التى يستخدمها كل المهتمين والمسئولين فى مجال التخطيط العمرانى وإدارة الأراضى. ولكى يتم الحصول على نتائج أكثر دقة، فانه من المهم استخدام تطبيقات الاستشعار عن بعد بالمشاركة مع طرق أخرى مثل الأبعاد الفراغية.

مزج أدوات أخرى مع بيانات الإستشعار عن بعد لحساب التغير العمرانى

مزج وتكامل بيانات الإستشعار عن بعد, المصفوفات الفراغية ونماذج النمو العمرانى يوضح شكل النمو العمرانى. مثل هذا الإسلوب يمكن ان يستخدم بالإضافة الى الأدوات المتاحة للتخطيط العمرانى. بالأخذ فى الإعتبار توفير مصادر بيانات عن الفترات السابقة (الصور الجوية) وبيانات حديثة ذات دقة تفريق مكانية عالية مثل بيانات IKONS ,هذا الاسلوب يقدم امكانية إنماء المعرفة, الفهم ونمذجة ديناميكيات النمو العمرانى

تقدير كمى ومراقبة التغيرات فى الغطاء العمرانى للأرض

مع إستمرار نمو مدن العالم فى كل من عدد سكانها وحجمها الفيزيائى، يتزايد تدريجياً الاهتمام بالطريقة التى تتطور بها الأراضى الريفية نحو استخدام الأرض فى المناطق العمرانية وضواحيها. ويزايد الضغط على المخططين بتحدى التوازن بين الحاجة إلى نمو المناطق العمرانية والضواحى وفى الوقت نفسه مواجهة الآثار البيئية السلبية للتنمية. إن إزالة أنواع الغطاء الأرضى الريفى مثل التربة والمياه والنباتات وإحلالها بالمواد العمرانية الشائعة مثل الأسفلت والخرسانه والمواد المعدنية لها تأثيرات بيئية هامة متضمنة إنخفاض النتح من النباتات، السماح بجريان سطحى للمياه اكثر سرعة، زيادة تخزين ونقل الحرارة التى يمكن الإحساس بها، وانخفاض نوعية الهواء والماء. هذه التغيرات يمكن أن يكون لها بالتالى آثار سلبية على المظهر الأرضى والمجال العام، وكفاءة الطاقة، صحة الإنسان، ونوعية الحياة فى البيئات العمرانية. ومن أكثر التوابع التى تمت دراستها والتى نشأت عن تحويل غطاء الأرض الريفى إلى تنمية المناطق العمرانية والضواحى هو ما يعرف باسم "جزيرة الحرارة العمرانية" (UHI) التى تتضح من إرتفاع درجات حرارة سطح الأرض والهواء داخل البيئات العمرانية بالمقارنة مع المناطق الريفية المحيطة.

إن النمو العمرانى المعاصر ستكون له آثار اجتماعية واقتصادية، فالمدن عادة ما تفرز آثاراً إجتماعية وسياسية وإقتصادية غير متناسقة على المناطق المحيطة بها وعلى الأقاليم والدول التى تكون جزءً من منها.

والنمو العمرانى السريع يعنى أن معظم المدن فى حالة انتقال وتحول ثابت. وبالتالى فان مراقبة وتقييم التغير العمرانى مسألة رئيسية فى التخطيط العمرانى والادارة فى أنحاء العالم الثالث. وفى إطار هذا المجال العام فان الموضوعات الرئيسية للبحث هى إستخدام الاستشعار عن بعد والتكنولوجيات المتعلقة بها لاعداد خرائط لهذه التغيرات فى كل من المناطق حول الحواف العمرانية الريفية وكذلك داخل المنطقة المبنية نفسها. وموضوعات البحث الآخرى ذات الأهمية من ناحية ممارسة التخطيط الحالية تتضمن إنشاء أنواع مختلفة من الدليل العمرانى من المعلومات التقليدية وبيانات الاستشعار عن بعد لتسهيل المقارنات الوطنية وعبر الدول للمناطق العمرانية.

ومع ذلك يجب الأخذ فى الاعتبار أنه رغم هذه التطورات، تبقى الصور الجوية التقليدية المصدر الأولى لمعلومات الاستشعار عن بعد للمستقبل المنظور على مستوى قطع الأرض (مقياس 2500:1 إلى 500:1) التى تعتبر وحدة البناء الأساسية لقواعد البيانات التى يستخدمها المهتمون بالتخطيط العمرانى وإدارة الأرض. كما أنه من المهم أيضاً مراعاة أن التطورات الحديثة فى التصوير الجوى زادت بشكل واضح قدرة فوائدها لهذه الأغراض. وتتضمن هذه التطورات تحسين نوعية الفيلم، عدسات ذات نوعية أفضل وإستخدام أنظمة تحديد المواقع (GPS) لأغراض دقة التحديد. كما أن إستخدام كاميرات المسح الرقمية سيوفر مرئيات مباشرة تكون متوافقة مع خط انتاج معلومات أرضية رقمية.

ونظراً لأن نماذج التغير فى استخدام الأرض تتضمن كلً من الأنظمة البشرية والطبيعية، فان متطلبات البيانات تكون معقدة بدرجة كبيرة، وتتراوح من معاملات بيئية وأيكولوجية إلى معلومات إجتماعية واقتصادية، وبيانات تفصيلية عن استخدام الأرض وغطائها مع معرفة الدقة المكانية والزمانية. ومصادر البيانات الهامة هى الاحصاء كل عشر سنوات أو بيانات إسكان أخرى يتم جمعها روتينياً بالحكومات وهيئات التخطيط وبالرغم من هذا فهناك مشاكل تصاحب البيانات الاجتماعية المكانية – التى لا تتوافر بطريقة موحدة على مستوى العالم – وهى فى الغالب غير متوفرة للدول النامية. ويمكن منع أو إتاحة البيانات الاجتماعية والمكانية فقط خلال مصادر خاصة أو حكومية محددة. ويمكن ان تكون هذه البيانات ضعيفة فى الدقة والثبات الزمنى، وعادة ما تحتوى على تمثيل نوعى خاطئ للتحليل العمرانى الهادف.

يمكن للاستشعار عن بعد توفير بيانات تساعدنا لمراقبة إمتداد المناطق العمرانية. ومع ذلك فان بيانات الاستشعار عن بعد وحدها لا تكون كافية لتطبيقات معينة. وفى بعض الحالات يكون مطلوباً أيضاً بيانات مساعدة. وفى حالات كثيرة، تكون البينات ذات القدرة التفريقية المكانية عالية أساسية، حتى يمكن التمييز والفصل بين المظاهر المختلفة داخل أى منطقة عمرانية. وفى حالات أخرى مثل دراسة العشوائيات العمرانية تكون البيانات بأقل قدرة تفريقية كافية للاستخدام.